نشأت جامعة أسوان كفرع من جامعة جنوب الوادي، فإستقل فرع أسوان وأصبح جامعة مستقلة تحت مسمي “جامعة أسوان” ومقرها مدينة أسوان وذلك بقرار جمهوري رقم 311 لعام 2012 وكانت تحتوي على 6 كليات فقط هي: كلية التربية – كلية العلوم – كلية الهندسة – كلية الخدمة الإجتماعية – كلية الآداب – كلية هندسة الطاقة.
ولمواجهة التحديات العلمية والتكنولوجية التي تتسم بها روح هذا العصر وإستجابة للتغيرات العالمية في مجال التعليم الزراعي والإهتمام لمستقبل هذا القطاع الحيوي، فقد رأت جامعة أسوان أن إنشاء كلية للزراعة غير نمطية تحت مسمي ” كلية الزراعة والموارد الطبيعية ” ضرورة حتمية لخدمة إقليم أسوان لما يمتاز به من خصائص بيئية مميزة ينفرد بها دون غيره، إنعكست على تحديد أنواع الحاصلات الزراعية التي تجود به.
وفي 13/2/2013 صدر القرار الوزاري رقم 126 لسنة 2013 بالموافقة علي إنشاء كلية الزراعة والموارد الطبيعية بجامعة أسوان وتم قبول عدد ( 297 ) طالب وطالبة.
محافظة أسوان هي البوابة الجنوبية لمصر وعاصمتها مدينة أسوان، و تقع محافظة أسوان جنوب جمهورية مصر العربية، ويحدها شمالاً محافظة الأقصر، وشرقاً محافظة البحر الأحمر، وغرباً محافظة الوادي الجديد، وجنوباً جمهورية شمال السودان عند خط عرض 22 شمال مدار السرطان، وتقع مدينة أسوان عاصمة المحافظة على الشاطئ الشرقي للنيل، وترتفع مدينة أسوان حوالي 85 متر فوق سطح البحر، وتبعد عن القاهرة 879 كم.
كانت أسوان تعرف بـ “سونو” في عصور المصريين القدماء ومعناها السوق حيث كانت مركزاً تجارياً للقوافل القادمة من وإلي النوبة ثم أطلق عليها في العصر البطلمي إسم “سين” وسماها النوبيون بـ “أسوان”. وعرفت أيضاً بإسم بلاد الذهب لأنها كانت بمثابة كنز كبير أو مقبرة لملوك النوبة الذين عاشو فيها آلاف السنين. وكانت حدود أسوان تمتد قديماً قبل الهجرة من إسنا شرقاً إلى حدود السودان جنوباً وكان سكانها من النوبيين و لكن بعد الفتح الإسلامي لبلاد النوبة سكن فيها بعض قبائل العرب.
بدأت أهمية أسوان في عصر الدولة القديمة حيث كانت تمثل الحدود الجنوبية للبلاد. كما كانت مركز تجمع الجيوش في عصور الملوك الوسطى لمحاولتهم مد حكمهم جنوباً. كما لعبت دوراً حاسماً في محاربة الهكسوس. كما حازت جزيرة فيلة “موطن الإله “إيزيس” على إهتمام البطالمة فقاموا بإكمال معبدها الكبير. كما قام الرومان بإقامة المعابد على الطراز الفرعوني للتقرب من المصريين. ومن أمثلة هذه المعابد معبد صغير في جزيرة فيلة أقامه الإمبراطور تراجان. وعندما أصبحت المسيحية الدين الرسمي للبلاد في القرن الخامس الميلادي، تحولت معظم معابد الفراعنة إلى كنائس، فكانت جزيرة فيلة مركزاً لأحد الأسقفيات، مما أدى إلى إنتشار المسيحية جنوباً تجاه بلاد النوبة في مصر والسودان. ومنذ ظهور الإسلام وإنتشاره، عثر على العديد من الكتابات بالخط الكوفي ترجع إلى القرن الأول الهجري. كما ازدهرت أسوان في العصر الإسلامي في القرن العاشر الميلادي فكانت طريقاً إلى “عيذاب” على ساحل البحر الأحمر حيث تبحر السفن منها إلى الحجاز واليمن والهند. كما كانت مركزاً ثقافياً هاماً في القرن السادس و السابع الهجري، وكان بها ثلاث مدارس أقدمها مدرسة أسوان، والمدرسة السيفية، والمدرسة النجمية. كما أنشأ فيها محمد علي أول مدرسة حربية في مصر عام 1837م.
وتتميز الزراعة بمحافظة أسوان بطابع بيئي مميز لما تنفرد به من ظروف جوية وعوامل طبيعية مما إنعكس على تحديد أنواع الحاصلات الزراعية التي تجود بها، وتبلغ المساحة المزروعة في محافظة أسوان 229 ألف فدان، و قد وضعت المحافظة خطة طموحة للتوسع الأفقي بإستصلاح أراضي جديدة. وتعتبر الزراعة هي المصدر الرئيسي لفرص العمل في محافظة أسوان حيث يعمل حوالي ٢٩% من السكان بالزراعة وصيد الأسماك.
ويعتبر قصب السكر هو المحصول النقدي الرئيسي ويغطى 57% من المساحة المزروعة ويعتبر نخيل البلح ومنتجاته هو المحصول الرئيسي الثانى من الفاكهة بعد قصب السكر حيث تنفرد منطقة أسوان بوجود الأصناف الجافة، ومن أهم أصنافها الملكابى والسكوتى والبرتمودا والجنديلة والدجنة والجرجودة والشامية والبركاوى. ويليه في الإنتشار المانجو والجوافة والعنب والبطيخ والبرتقال والليمون والجريب فروت. وهناك محاصيل حقلية أخرى مثل القمح و البرسيم والشعير والذرة والبصل والثوم والفول والحمص والسمسم والكركديه والحناء. كما يمتاز إقليم أسوان بوجود بعض النباتات الطبية والعطرية ( الحلفا بر – الحرجل – الدمسيسة وغيرها ).
وجاري حالياً تشغيل مشروع توشكي العملاق لزراعة و إستصلاح مساحات شاسعة من الأراضي يتم ريها من مياه بحيرة ناصر ومن المخطط أن تعتمد الزراعة في منطقة توشكي على الزراعة العضوية حيث لا يسمح فيها باستخدام تطبيقات المبيدات والأسمدة الكيماوية. ويعتمد نشاط الصيد بصورة أساسية على بحيرة ناصر ونهر النيل وهما بمثابة المصدر الرئيسي للسمك في السوق المصري. ويوجد في محافظة أسوان عدد قليل من الصناعات الكبرى القائمة على الزراعة وأكبرها مصنعي السكر والصناعات التكاملية في ادفو وكوم امبو ويقوم المصنعان بتكرير السكر وإستخدام بقايا قصب السكر في إنتاج الورق والخشب الحبيبي، وشركة مصر أسوان لصيد وتصنيع الأسماك، كما يوجد مصنع كيما الذي ينتج السماد النيتروجيني.
كما يوجد في أسوان جزيرة النباتات ( الحديقة الاستوائية الدولية ) وهى من أهم المراكز البحثية في مصر ومن أندر الحدائق النباتية في العالم وهى تضم مجموعة نادرة من النباتات ومعظمها نباتات إستوائية وشبه إستوائية مثل الأشجار الخشبية ( الماهوجنى الأفريقي– السنط– الأبنوس– الكافور بأنواعه– الفلين – البومبكس– الصندل– النيم )، كما يوجد بها أشجار من الفاكهة الإستوائية ( المانجو– الأناناس– التين– الأوجينيا- جوز الهند– الجاك فروت– البشملة– الباشين فروت– القشطة )، بالإضافة إلى النباتات الطبية والعطرية ( الحناء– الكركدية– التمر هندي– الريحان– السواك– اللبان– حصى اللبان) ومجموعة أشجار التوابل ( القرفة – الزنجبيل – الشطة – الفلفل الأسود ) ومجموعة النخيل ( البلح– الدوم– نخيل الزيت– جوز الهند– الملوكي– السيكاس– النخيل السكري )، وبها نباتات مستوردة من جميع أنحاء العالم وخاصة الإستوائية.
تعتبر محافظة أسوان بمثابة البوابة الجنوبية لمصر على أفريقيا ولذا فهي تعتبر أكبر مركز تجارى لتجارة الإبل في المنطقة الأفريقية مما يؤدى إلى الاهتمام بالدراسات الخاصة بهذا الحيوان. وتوجد بمحافظة أسوان محميتان طبيعيتان وهما: محمية السلوجا والغزالي (مأوى لطيور كثيرة نادرة مقيمة وزائرة ومهاجرة وتتميز هذه المحمية بوجود حوالي 94 نوعاً من النباتات، وتم حصر أكثر من 60 نوعاً من الطيور النادرة والمهددة بالإنقراض مثل أبو منجل الأسود والعقاب السنارية ودجاجة الماء الأرجواني التي لها فائدة كبيرة في تطهير البيئة من الآفات الزراعية ومن البقايا المتحللة. ومن بين الطيور المقيمة والزائرة: الواق والهدهد والإوز المصري والوروار وعصفور الجنة والبلبل وغيرها)، ومحمية وادي العلاقي (وتتميز هذه المحمية بأنها تعد منطقة خصبة للبحوث العلمية الأساسية وبخاصة تلك المتعلقة بدراسات الجيولوجيا والحيوان والنبات، وقد تم تسجيل حوالي 92 نوعاً من النباتات دائمة الخضرة والحولية مثل: الكلخ والحنظل والسينامكي والسواك وغيرها، و15 نوعاً من الثدييات مثل: الجمال والماعز والحمار البري والغزلان والضباع وغيرها، كما تعيش بها 16 نوعاً من الطيور المقيمة مثل: الحباري والصقور والحجل والرخمة والعقاب والبط والنعام وغيره. وذلك بالإضافة إلى بعض أنواع من الزواحف مثل: الحيات والعقارب، كما تتميز بعدد كبير من اللافقاريات التي يعيش معظمها تحت الشجيرات مثل: النمل والخنافس التي لها دور هام في التوازن البيئي وخصوبة التربة حيث يعانى إقليم أسوان من إنتشار حشرات النمل الأبيض والحشرة القشرية على القصب وأيضاً سوس النخيل على نخيل البلح، وقد تم تضمين هذه المحمية تحت قائمة محميات المحيط الحيوي تحت إشراف منظمة اليونسكو .كما تهدف المحمية إلى الحفاظ على المصادر الوراثية للنباتات والحيوانات والطيور، والتأكيد على التنمية المتواصلة المبنية على أسس بيئية سليمة)، كما أن هناك اقتراحاً لجعل واحتي الخور ودنقل في الصحراء الغربية ضمن المناطق المحمية مما يساعد ويشجع طلاب البحث العلمي على إجراء أبحاثهم العلمية عليها.